أرِحْ رَحـــــاكَ قليلاً.. أيها القدرُ كفى فقد فقدَ الأحـــرارُ ماآدَّخَـــروا
لم تُبْقِ ويـــــلاً يُذيبُ الصَّــــــخرَ يصهرُه ولم تُذِقناهُ..إنَّ الحُــــــرَّ يُخْتَبَــــرُ
مالي أرى وطني غارَت مَبَاهِجُهُ عاثَتْ بأِرْجائِهِ الأَسْــقامُ, والخورُ
وَلِلْخَريْفِ على الأغْصان ِقَهْقَهَةٌ والجَدْبُ يَشْخرُ في الأنْحاءِ والضَّجَــــرُ
والناسُ ما بينَ مَقْتُولٍ ونادِبِهِ وَنَازحِيْنَ.. وَقَدْ أَعْياهُمُ السَّفـَـرُ
أشْكُوْكَ لِله, والتّاريخِ, يا قـَــــدَرُ لَوْلا السَّــماحَةُ مِنّي ..قلتُ يا قَذِرُ
كَرِهْتُ فِيْكَ عُيوناً كُلَّما نَظَرَتْ تَشَوَّهَتْ في رُؤَى أحْداقِها الصُّوَرُ
تَسْقي العـُلوج َ نَبيذاً ,لا يُماثِلُهُ شهدٌ..وصَفْوُكَ للأحــــرارِ يُعْتَكَرُ..؟؟
إنّا صبرنا على كَيْلِ الزمان بنا ويَشْهَدُ الله أنّا خيرَ مَنْ صَبَروا
مِنْ حيثُ أَنّا .. ظُلِمْنا مِلْءَ أَعْرُقِــــنا رُحْمـــاكَ .. حَتّى نَـسِيْنا أنَّــــــنا بَشَرُ
*********************
فِيْ كُلِّ ناحِيَةٍ - للدَّمْعِ - مِن جَسَدِي أحِسُّ أنَّ بِِحاراً سَوْفَ تَنْفََجِــــرُ
المَوْتُ أهْوَنُ مِنْ غَدْرٍ مُنِيْتُ بِهِ كَمْ مؤلم غدر مَن للعون مدَّخَرُ
أمسى الذين شريناهم بأعيننا أمسٍ..هم اليوم باعونا وما اعتذروا
لكم نزفنا على أعتابهم دمنا لم ننتظرْ منهمُ شكرا .. وهلْ شكروا..؟؟
أَعُوْذ ُباِلله ِصَمْتُ العُرْبِ يَقَـْـــتُلُُنا كَأنَّما العُرْبُ لا سَمْعٌ ولا بَصَرُ
مَتَى تُذِيْبُ جَلِيْدَ الصَّبْرِ يا زَمَناً فيهِ الحَرائِقُ لا تُبْقي ولا تَذَرُ
إنّيْ لأبْرَأُ عِـنْدَ الله مِنْ نَــفَرٍ هُمُ..إذا عُدَّت ِالأنْفارُ لا نَفَرُ
أمامَ أعْيُنِهِم مَوْتي وَمَسْغَبَتي دَمُ العُروبَةِ فيهم ما لَهُ أثَرُ
تَنامُ تطوانُ والزَّوْراءُ ساهِرَةٌ وَدِجْلَةٌ نَضُبَتْ.. والنّيْلُ يَنْهَمِرُ..!
وَسَيْفُ عَنْتَرَةٍ فُلَّتْ مَضارِبُهُ وَعُودُ زِرْيابَ لا لَحْنٌ ولا وَتَرُ
أينَ الحَفيظَةُ والأيثارُ والغيَرُ..؟ أينَ الأُلَى بِهمُ تُسٍتَلْهَمُ العِبَرُ..؟؟
يا ريحُ.. ثُوري على قَومي بِماحِيَةٍ فهؤلاء ِغُيَيْمات.. وَلا مَطَـــــرُ
فَما انتفاعي بآلافٍ مُؤلّفةٍ حَولي..وَهُمْ بالذي عانَيْتُ ما شَعَروا..؟؟
وما انتفاعي بالأشجار ِسامِقَةًً إذْ طالمَا هِيَ لا ظِلٌّ ولا ثـَــــمَرُ..؟؟
ما نَفْعُ كُلِّ مياهِ الأرْضِ دافِقَةً لِمَنْ بِصِحْرائِهِ صادٍ ..وَيَحْتَضِرُ..؟؟
يَبْقَى العِراقُ يُجاري الرَّكْبَ مُقْتَدِراً يقوم مقتدر إن مات مقتدرُ
ليس العظيم عظيما في موائده أو في جلابيبه..إن تفتن الأزرُ
بل العظيم .. عظيم في مواقفه يسمو بها عصره ..دوما ويفتخرُ
لا يعدم المرء أكّالين يندبهم ويعدم الدهر من يجْلو به الخـــــطر
ُ
ما عبرة العمر في طولٍ ولا قصُرٍ قد يسهب العبدُ ..حيث الحرُّ يختصرُ
ولا محالة عمر المرء مندثرٌ لسوف نكسيه ثوبا ليس يندثرُ
أنا العراق ربيب المجد تعرفني سوح الكرامة ..لا خوف ولا حذرُ
ألفت هام الذرى تاجاً أرصِّعُه ساقي سأقطعه ..إن بيَّ ينحدرُ..!!