بسم الله الرحمن الرحيم الـسـلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته,,,
قصيدة رائعة في حب الإمام علي عليه السلام وفقنا الله وإياكم لخدمة أهل البيت وثبتنا على ولايتهم
لشاعر اهل البيت معتوق المعتوق (تاروت 1426)
قَـبـلَ أن تُـبْــرَأ روحـــي تَــيَّــمَ الــــروحَ عَــلِـــيْ
قـبــلَ أنْ يُـبْــدَأ خَـلـقــي هِـمْــتُ عِـشْـقَـاً بِـعَـلِــيْ
قـبـلَ أن تُـبْـدَى سِنـيـنـي بِـعــتُ عـمــري لِـعَـلِــيْ
وبِــسُــوحِ الــــذَرِّ لَــمَّــا بــايَـــعَ الـــــذَرُّ عَــلِـــيْ
طُفتُ بيـنَ الخلـقِ أدعـو أنـــــا مَــولـــىً لِـعَــلِــيْ
وسَمِعـتُ الكـونَ يـشـدو خـذ عـهـودي يــا عَـلِـيْ
كُـــــلُّ ذرَّاتِ وجـــــودي سـتُـلـبِّــي يـــــا عَــلِـــيْ
ثـــمَّ شـــاءَ اللهُ خـلـقــي مــن سَـنـا نـــورِ عَـلِــيْ
ومـعَ الصَلصَـالِ والـمَـا خـامَــرَ الـجـسـمَ عَـلِــيْ
ذابَ فـي أمشـاجِ لحمـي حُــــبُّ مَــــولايَ عَــلِــيْ
فـي مسـاريـب عُـروقـي سـالَ عِشقـي يــا عَـلِـيْ
فـــي كُــرَيَّــاتِ دِمــائــي خُـــطَّ حـبِّــي يـــا عَـلِــيْ
رئـتـي مـــا مَـــرَّ فـيـهـا نَـــفَــــسٌ دون عَـــلِــــيْ
كُــلُّ أعضـائِـيَ صــارت طــــوعَ أمـــــرٍ لـعَــلِــيْ
كُــلَّــمــا دَقَّ فـــــــؤادي قــال نبـضـي يــا عَـلِــيْ
كُـلَّـمــا رَفَّــــتْ لَـهـاتــي قــال ثَـغـري يـــا عَـلِــيْ
كُـلَّـمـا سـالَــت دواتــــي كـتَــبَ الـحـبــرُ: عَــلِــيْ
كُـلَّـمــا أظــلَــم دربـــــي صــاح دربــي يــا عَـلِـيْ
كُـلَّـمـا أغــفَــتْ ورودي ضَـجَّ رَوضـي يــا عَـلِـيْ
وبــأرحـــامِ الــزواكـــي كـنـتُ أشــدو يــا عَـلِــيْ
لــبَــنُ الأثـــــداءِ فــيـــهِ كــم جَــرَى حُــبُّ عَـلِــيْ
حِـجْـرُ أمِّـــي ومِـهــادي فـيـهِـمــا دِفءُ عَـــلِـــيْ
كُـلَّـمـا رِيْــعَــتْ تُــنــادي يــا إمـامــي يـــا عَـلِــيْ
علَّمَتـنـي يـــا صـغـيـري لا تَــــدَعْ حُــــبَّ عَــلِــيْ
فـذُكــاءٌ حـيــن غــابــت رَدَّهـــا عِــشْــقُ عَــلِــيْ
صَدْرَهـا الكعـبـةُ شَـقَّـتْ وأشــــارَت يــــا عَــلِــيْ
هــا هُـنـا قـلـبِـي فَـخُــذهُ لـــك عـبــداً يـــا عَــلِــيْ
يا صغيـري ليـس يُـدرى سِــــرُّ مــــولاكَ عَــلِــيْ
إنَّ طـــهَ -وهـــو طـــهَ- كــان يـدعـو يـــا عَـلِــيْ
يــــا مُـحِـبِّـيـهِ تــنــادَوا: يــا عَـلِـيُّ... يـــا عَـلِــيْ
***
حُـبُّـكَ الإكسـيـرُ عـنـدي كـيـفَ أشـقـى يــا عَـلِـيْ
ليـس حُـبِّـي فـيـكَ بِـدْعـاً هـــو دِيْـــنٌ يـــا عَــلِــيْ
لـــكَ كُـنــهٌ لا يُـضـاهـى أو يُــدانــى يــــا عَــلِــيْ
فـلــكــم جـــــلاّكَ طـــــهَ لـلـبـرايــا يـــــا عَــلِـــيْ
صوتُـهُ للحشـرِ يـسـري أنـــت مـنــي يـــا عَـلِــيْ
وأنـــــا مــنـــكَ ومِــنَّـــا كــان ديـنــي يـــا عَـلِــيْ
كُـلُّ مــا أُعطـيـتُ يبـقـى لـــكَ إرْثَـــاً يــــا عَــلِــيْ
فـأنــا الـمـنــذرُ والــهــا دي عـلـى إثــري عَـلِـيْ
وأنـــــا قـلــعــةُ عـــلـــمٍ بـابُـهـا الـعـالـي عَــلِــيْ
ليسَ لي في النـاسِ خِـلٌ أو أخٌ إلاّ عَـــــــلِــــــــيْ
أنـتَ مـنِّـي مـثـلَ هــارو نَ لـمـوسـى يـــا عَـلِــيْ
أنــتَ صـهـري وحبيـبـي ووصــيِّــي يــــا عَــلِـــيْ
أنـتَ مـن يوفـي ديـونـي وعِــدَاتــي يــــا عَــلِـــيْ
أنت في الشِدَّاتِ درعـي وحُـسـامـي يــــا عَــلِــيْ
أنتَ في الدارينِ من يُعـ لــي لـوائــي يـــا عَـلِــيْ
أنــــتَ لـلـنــارِ ولـلـخُــلْ دِ قـسـيــمٌ يـــــا عَــلِـــيْ
وعلى الحوضِ ستسقي عاشِـقـيـنـا يــــا عَــلِــيْ
عنـدهـا الـكُـلُّ سـيــدري مــن يـكُـنْ مِـنِّـي عَـلِــيْ
في مدى الحشرِ سأدعو أنــتَ نفـسـي يــا عَـلِــيْ
وبإثـري الخلـقُ تـدعـوا يــا عـلـيُّ... يـــا عَـلِــيْ
***
بــيــنَ مِـحـرابـيـكَ مَــــدٌّ للـعـطـايـا يـــــا عَــلِـــيْ
هـــذهِ الكـعـبـةُ طــافــتْ ثـــم صـلَّــتْ يـــا عَـلِــيْ
ســـجَـــدتْ للهِ شُـــكـــراً فـسـجـدنـا يـــــا عَــلِـــيْ
نحـنُ نأتـي البيـتَ لـكـن قِـبْـلَــةُ الـبـيــتِ عَــلِـــيْ
قـبـلـةٌ تـقـصُــدُ أُخــــرى والـبـرايــا يــــا عَــلِـــيْ
هُـبَـلٌ قــد صـــاحَ فـيـهـا يـمِّـمـوا شـطــرَ عَــلِــيْ
واخشعوا كالغـارِ صلَّـى بــيـــنَ طـــــه وعَــلِـــيْ
واسمَعـوا جبريـلَ نـادى أنـــتَ وِردي يـــا عَـلِــيْ
إن تولَّـى النـاسُ شَـتَّـى أنــتَ حسـبـي يــا عَـلِـيْ
أنـــت قُـــرآنُ صــلاتــي فــي نـزولـي يــا عَـلِــيْ
وبـيـومِ الـــدارِ صـوتــي ومُـجـيـبـي يــــا عَــلِـــيْ
ســادسٌ تـحـتَ كِـسـاكُـم كـنـتُ وحــدي يــا عَـلِـيْ
حينَمـا لامَـسـتَ جُنـحـي طــارَ قـلـبـي يـــا عَـلِــيْ
قـبــلَ أن أُخــلَــقَ أدري كُـنـتَ نــوراً يـــا عَـلِــيْ
قـبــلَ أن بـاهـلـتَ أدري أنـــتَ طـــهَ يـــا عَــلِــيْ
سـيِّــدي، الـخـاتَـمُ لـبَّــى فــي يميـنـي يـــا عَـلِــيْ
ركَـــعَ الـجــودُ ونـــادى ركـــعَ الـمـولـى عَــلِــيْ
وبــكَ الـرحـمـنُ بـاهــى قــائِـــلاً هـــــذا عَــلِـــيْ
بـعـتُ رِضـوانـي بِـعُـمْـرٍ واشـتـرى مـنــي عَـلِــيْ
فــإذا الأمـــلاكُ حـيــرى مــن عـطـاكَ يــا عَـلِــيْ
كُـلَّـمـا جـاءتــكَ عــونــاً ونـصـيــراً يــــا عَــلِـــيْ
تَكْـفِـهـا الأرواحَ نـزْعــاً وهـي تُحصـي يـا عَـلِـيْ
كَـــلَّ عِــزْرِيــلٌ ولــكــن مــا وَنَــتْ يُمـنـى عَـلِـيْ
لـم تــدَع للـعُـربِ سَيـفـاً أو كَـمِـيَّــاً يـــــا عَــلِـــيْ
أعـجــيــبٌ أن أُنــــــادي لا فـــتــــىً إلا عَـــلِــــيْ
***
يـا بحـورَ المـدح سيلـي إنَّ فــي الـمـرفـا عَـلِــيْ
يا شِفـاهَ الحـرفِ بوحـي إنَّ مـــن يُـمـلـي عَـلِــيْ
جـــاءَ سـلـمـانـاً عــلــيٌ كَــلَّــمَ الأفــعــى عَــلِــيْ
كـيـفَ تُبـديـكَ الـقـوافـي وهـي نَشـوى يــا عَـلِـيْ
لا تُقاسُ الشمسُ وصفاً شُــلَّ وصـفـي يــا عَـلِـيْ
فــلــو الـبــحــرُ مـــــدادٌ لــم يـســع بـــاءَ عَـلِــيْ
إن تـــشـــأ للهِ ذِكـــــــراً قُــل حبـيـبـي يـــا عَـلِــيْ
أو تـشـأ للخُـلـدِ وَسْـمــاً قُــل أنــا مـولــى عَـلِــيْ
أو تـشـأ للـذنـبِ مـحــواً صِـحْ إمـامـي يــا عَـلِـيْ
وإذا اشــتــدَّتْ هــمـــومٌ قــل أغِثـنـي يـــا عَـلِــيْ
في احتضاري، وبِقَبـري سـوفَ أدعـو يــا عَـلِـيْ
وبـحـشــري وبـنـشــري سـأُلَــبِّــي يـــــا عَــلِـــيْ
وإذا الأمـــلاكُ جــــاءت قُـلــتُ مــــولايَ عَــلِــيْ
كيـفَ أخشـى مـن نكيـرٍ وهـو يـدري مــن عَـلِـيْ
كيفَ أخشى من صـراطٍ يــا صـراطـي يــا عَـلِـيْ
أيــن ميـزانـي وغـيـري أثـقَــلَ الــــوزنَ عَــلِــيْ
راجِـــحٌ مـيــزانُ عــبــدٍ قـلـبُــهُ يــهــوى عَــلِــيْ
كـيـفَ أظـمـى خبِّـرونـي وعلـى الـحـوضِ عَـلِـيْ
يـا جُبـاةَ الـنـارِ عــودوا أنـــــا مـــــاضٍ لِـعــلــيْ
سَـجِّـروا الـنـارَ لغـيـري أنــا مــن حِــزبِ عَـلِــيْ
لـن تـذوقَ النـارُ لحمـي أحـــرَقَ الـذنــبَ عَــلِــيْ
لو كشفتُم عن ضلوعـي لـرأيــتُــم يـــــا عَـــلِـــيْ
نُحِتَتْ فـي القلـبِ كـي لا يـبــتــغــي إلاّ عَــــلِــــيْ
فـاسـألـوا ربـــي وطـــه فـلــقــد خَــطَّـــا عَــلِـــيْ
فـــي فــــؤادي فـتَـغَـنَّـى يــا عـلـيُّ... يـــا عَـلِــيْ
مع تحياتي محمد ضياء الزبيدي الشجاع الزبيدي