مدينة الزهور

فلورنسا أجمل المدن" هذا ما قاله دانتي. وفلورنسا هذه مشتقٌ اسمها القديم من فلورنتير أي الزهور وزهرة الزنبق على التحديد حتى صارت الزهرة الاخيرة رمزا للمدينة. والمدينة قديما، وشعبيا اليوم، تسمى "مدينة الزهور.




في العراق، في بلادنا نحن، مدينة اسمها مدينة الزهور ايضا. لكن اسمها الشعبي واسع الانتشار هو "الحسينية"! وطبعا ما ان تقول "حسينية" حتى يكون هكذا اسم مقرونا عادة، ببؤس المستوى الاقتصادي واللامجاري واللاتبليط، ومع هذه طبعا التخلف وبؤس الناس والحياة.
اذن هناك مدينة الزهور وهنا مدينة الزهور، هل نختلف بعد عن العالم؟ ما الفرق بينهم وبيننا؟ الفرق بسيط جدا مدينة الزهور عندنا ملأى بالاوحال والقمامة، مدينة كبيرة بلا مستشفى كبير، بلا صرف "صحي" بلا سوق منظم نظيف.. هناك مساحة كبيرة مخصصة لمستشفى، ليس ضروريا ان تعرف متى ينهض المستشفى المزعوم عليها. قد يكون نهاية هذا القرن او القرن الذي يليه، "في العجلة الندامة" و"من صبر ظفر"، أليس بمثل هذا الكلام تتقدم الشعوب؟ نعود الى الثقافة. الى بناء مؤسسات التثقيف. والتثقيف هنا ليس كماليا، ليس زينة اجتماعية. التثقيف هنا عمل وطني و"اعمار" حقيقي! الا ندعو وتدعو الدولة واحزابها الالف الى اعادة تربية الناس بما يناسب التغيير وما تتطلبه الحياة الجديدة؟ كم مكتبة عامة في هذه المدينة الكبيرة؟ ولا واحدة يرتادها الشباب والفتيان يطالعون الكتب الجديدة فيها ويتصفحون الصحف والمجلات، وفيها قاعة لعروض سينمائية مختارة ذات مضمون إنساني ومستوى فني متقدم.. كيف هذا ونحن نريدهم ان يظلوا وقودا سياسيا وسلعاً يبيعهم هذا ويشتريهم ذاك؟ الا نتصايح ونلهج في اللقاءات والمؤتمرات بتثقيف الناس وغرس الأفكار الجديدة لفهم العصر، واحترام الاخر وأفكاره؟ اسألكم كم يكلف انشاء مكتبة عامة؟ اظنها ارخص وابسط المشاريع، (وفيها ايضا فرصة للـ...) لقد ضحى الناس كثيراً. كفى ان نبقيهم بعيدين عن الحياة نسخرهم عند الحاجة ونقودهم لـ"مشاريعنا